تحليل: تفكيك أذرع إيران.. تحالف استراتيجي لمواجهة التهديد العسكري والاقتصادي للحوثيين
يمن فيوتشر - Ynet news- ترجمة خاصة الاربعاء, 17 سبتمبر, 2025 - 08:08 صباحاً
تحليل: تفكيك أذرع إيران.. تحالف استراتيجي لمواجهة التهديد العسكري والاقتصادي للحوثيين

لم يعد الحوثيون في اليمن، المدعومون من إيران، مجرد مصدر إزعاج إقليمي، بل تحوّلوا إلى تهديد عالمي. فقد باتوا يستهدفون إسرائيل بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، ويعرقلون خطوط الملاحة الحيوية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وهجماتهم باتت تهدد أمن الطاقة والتجارة العالمية، ما يجعلها أزمة دولية تستدعي تحركاً عاجلاً ومنسقاً.

وتتمثل الخطوة الأولى في تحييد التهديد المباشر عبر عمل عسكري حاسم ودقيق، متمثل في ضربات مركّزة لتدمير منصات الإطلاق ومستودعات الأسلحة ومراكز القيادة، واعتراض بحري لوقف الطائرات المُسيّرة والصواريخ قبل وصولها إلى المناطق السكانية أو الممرات التجارية الحيوية. كما يشمل ذلك قطع خطوط الإمداد من خلال اعتراض الشحنات الإيرانية وتفكيك منشآت الإنتاج المحلية للطائرات المُسيّرة والصواريخ، إضافة إلى شن حرب إلكترونية لتعطيل منظومات الاتصالات والسيطرة لدى الحوثيين.

ويتعين على إسرائيل، بالاستفادة من أنظمتها الدفاعية المتطورة مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، أن تدمج قدراتها بشكل وثيق مع شبكات الرادار التابعة لدول الخليج والأصول الأميركية، لتشكيل درع إقليمي متكامل.

وحرية الملاحة مسؤولية دولية مشتركة، وهو ما يستوجب تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات يضم إسرائيل ودول الخليج والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها، لتأمين البحر الأحمر وخليج عدن. وينبغي أن يعمل هذا التحالف ضمن قواعد اشتباك واضحة وبتفويض من الأمم المتحدة لضمان المرور الآمن للنفط والبضائع.

ولا يمكن للعمل العسكري وحده أن يضمن استقراراً دائماً. فالعقوبات الذكية يجب أن تستهدف الأفراد الرئيسيين والممولين والمورّدين ضمن شبكة الحوثيين. كما ينبغي تتبّع الأنشطة المالية لتعطيل أنظمة الحوالة وتدفقات الأموال غير المشروعة التي تغذي الميليشيات.

ويجب أن تكون المساعدات الإنسانية مشروطة، وتُمرَّر عبر آلية مشتركة بين دول الخليج والأمم المتحدة، لضمان عدم استغلالها أو تحويلها من قِبل الحوثيين. ويمكن لدول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، توظيف قوتها الاقتصادية للضغط على إيران عبر تقييد التعاون معها إلى أن تتوقف هجمات وكلائها.

إسرائيل: قيادة العمل الاستخباراتي، تنفيذ ضربات دقيقة، وتكامل منظومات الدفاع الجوي.
دول الخليج: توفير القواعد، تمويل الممرات الإنسانية، والقيام بدور سياسي إقليمي قيادي.
الولايات المتحدة: تقديم غطاء بحري وجوي، تطبيق العقوبات، وتزويد أنظمة اعتراض متطورة.
أوروبا: المساهمة بقوات بحرية وفرض ضوابط صارمة على تصدير التكنولوجيا مزدوجة الاستخدام.

والنتائج المتوقعة من تنفيذ ما سبق تشمل: تقليص هجمات الحوثيين بنسبة 80% أو أكثر، استعادة تدفقات الشحن الطبيعي وخفض تكاليف التأمين البحري، التحقق من وقف شحنات الأسلحة الإيرانية، وإطلاق عملية سياسية محلية ذات مصداقية تُضعف هيمنة الحوثيين.

وباختصار، الحوثيون ليسوا تهديداً لإسرائيل أو الخليج فحسب، بل خطراً عالمياً يهدد أسواق الطاقة والتجارة الدولية. ومن خلال استراتيجية متكاملة تجمع بين العمل العسكري الدقيق، والضغط الاقتصادي، والتعاون الدولي، يمكن للعالم تفكيك هذه الشبكة الإرهابية. أما التقاعس عن التحرك الحاسم فسيمثل تشجيعاً لإيران ووكلائها، بما يهدد استقرار الشرق الأوسط والنظام الدولي برمته.

الرابط التالي لقراءة المادة من موقعها الأصلي: 

https://www.ynetnews.com/opinions-analysis/article/hkwen2sixe


التعليقات