الحوثيون يتوعدون بالتصعيد دفاعاً عن إيران في مواجهة تهديدات إسرائيلية وأمريكية
يمن فيوتشر - نيوز ويك- ترجمة خاصة الخميس, 12 يونيو, 2025 - 12:10 مساءً
الحوثيون يتوعدون بالتصعيد دفاعاً عن إيران في مواجهة تهديدات إسرائيلية وأمريكية

كشف مصدر في حركة "أنصار الله"، المعروفة أيضًا باسم الحوثيين، لمجلة نيوزويك عن تحذير وجّهته الحركة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك في ظل تقارير تتحدث عن احتمال تخطيط إسرائيل لهجوم ضد إيران.

وكانت تقارير نُشرت الأربعاء قد أفادت ببدء إجلاء الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من بعض الدول في المنطقة، بما في ذلك العراق والبحرين والكويت، فيما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين —لم تُسمّهم— أن هذه التحركات تأتي تحسّبًا لضربة إسرائيلية وشيكة ضد إيران.
كما أفادت القناة 14 الإسرائيلية أن تل أبيب تستعد لإطلاق عملية كبرى ضد إيران في وقتٍ قريب.
وتأتي هذه التوترات المتصاعدة في أعقاب ضربة بحرية إسرائيلية نُفذت يوم الثلاثاء ضد حركة الحوثيين، وهي إحدى المجموعات المنضوية تحت ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران، والذي يشنّ منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيّرة ضد أهداف إسرائيلية.
و تعليقًا على تلك التقارير، أفاد مصدر في جماعة الحوثي لمجلة نيوزويك بأن الحركة رفعت من مستوى جاهزيتها، مؤكّدًا أنها "في الأساس في حالة حرب مع الكيان العدوّ الصهيوني، بسبب عدوانه وحصاره على غزة، وما تلاه من اعتداءات على اليمن".
وأضاف المصدر: "وفي هذا السياق، نحن في حالة استعداد دائم، ونعمل على تصعيد عملياتنا ضد الكيان الغاصب، في ظل المجازر المتصاعدة في غزة وتفاقم الوضع الإنساني هناك".
كما وجّه المصدر تحذيرًا للولايات المتحدة في حال أقدمت على أي تحرّكات تستهدف الحركة أو حليفتها إيران.
وقال مصدر الحوثيين: "نحن أيضًا في أعلى درجات الجاهزية لأي تصعيد محتمل من قبل الولايات المتحدة ضدنا". وأضاف: "أي تصعيد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يُعد أمرًا بالغ الخطورة، وسيدفع بالمنطقة بأسرها نحو هاوية الحرب".
وتابع المصدر: "الولايات المتحدة لا تملك الحق في مهاجمة دول منطقتنا ومجتمعنا خدمةً للكيان العدوّ الصهيوني، الذي يُعتبر التهديد الأمني الأساسي للمنطقة. ومن المؤكد أن الدخول في حرب جديدة خدمةً لهذا الكيان ليس من مصلحة الشعب الأميركي".
وعند طلب تعليق من القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، أحالت مجلة نيوزويك إلى المكتب الإعلامي في البنتاغون، والذي لم يرد على الفور.
كما تواصلت نيوزويك مع البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، ومع قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) للحصول على تعليق.
و كان من المتوقع أن يقدّم المسؤولون الإيرانيون ردًا مضادًا على العرض الأميركي القائم خلال الاجتماع، حيث وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية (إسماعيل بقائي)، الشروط الحالية يوم الإثنين بأنها "غير مقبولة".
في اليوم نفسه، صرّح الرئيس (دونالد ترامب) بأن رد إيران حتى الآن "غير مقبول"، محذرًا من أن البديل سيكون "خطيرًا وخطيرًا للغاية". كما قال في بودكاست "Pod Force One" إنه بدأ يشعر بـ"ثقة أقل" بإمكانية التوصّل إلى اتفاق ناجح.
ومع ذلك، أفادت مصادر نقلتها أكسيوس وسي إن إن بأن ترامب حثّ مجددًا رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، خلال مكالمة يوم الإثنين، على تجنّب أي عمل عسكري ضد إيران. وكان ترامب قد عبّر في مناسبتين سابقتين على الأقل عن دعوته لنتنياهو بعدم تنفيذ هجمات ضد إيران أثناء سير المفاوضات.
وفي يوم الثلاثاء، أعرب وزير الخارجية الإيراني (عباس عراقجي) عن نبرة أكثر تفاؤلًا بشأن المحادثات النووية، مؤكدًا أن تعهّد ترامب المتكرر بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي "ينسجم فعليًا مع عقيدتنا الخاصة، وقد يشكل أساسًا رئيسيًا للتوصّل إلى اتفاق".
وقال عراقجي، الذي يترأس الوفد الإيراني المفاوض، في بيان نُشر عبر منصة X (تويتر سابقًا): "مع استئناف المحادثات يوم الأحد، من الواضح أن التوصل إلى اتفاق يضمن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي أمر ممكن، وقد يتحقق سريعًا".
وأضاف: "هذا المسار المتبادل المنفعة يقوم على استمرار برنامج التخصيب الإيراني تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإنهاء العقوبات بشكل فعّال".
وجاء هذا البيان في وقت هدّدت فيه وزارة الاستخبارات الإيرانية بنشر مجموعة كبيرة من الوثائق يُزعم أنها مرتبطة بترسانة إسرائيل النووية، وهي ترسانة لم تؤكدها أو تنفها تل أبيب رسميًا منذ عقود. وقد أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن المواقع المبيّنة في هذه الوثائق ستُستهدف في حال تعرّضت البنية التحتية النووية الإيرانية لهجوم.

و يوم الأربعاء، حذّر وزير الدفاع الإيراني (عزيز نصير زاده) من أن مواقع القوات الأميركية ستكون أيضًا ضمن أهداف الرد في حال نُفِّذ هجوم استباقي.
وقال نصير زاده، كما نقلت عنه وكالة رويترز: "بعض المسؤولين على الجانب الآخر يهددون بالصراع إذا لم تُتوَّج المفاوضات بالنجاح. وإذا فُرض علينا صراع فجميع القواعد الأميركية في مرمى نيراننا، وسنستهدفها بجرأة في الدول المستضيفة لها".
وبعد ساعات، أفادت شبكة CBS News أن مسؤولين أميركيين أُبلغوا بأن إسرائيل باتت جاهزة بالكامل لتنفيذ ضربة ضد إيران، وأنه من المتوقع أن يشمل الرد الإيراني المحتمل استهداف الوجود الأميركي في العراق، ما دفع إلى بدء إجلاء جزئي للموظفين من السفارة الأميركية في بغداد.
وذكرت السفارة الأميركية في العراق، في بيان صدر الأربعاء: "في 11 يونيو/ حزيران، أمرت وزارة الخارجية الأميركية بمغادرة الموظفين الحكوميين غير الأساسيين من العراق".


الوجود الأميركي في الشرق الأوسط
يُقدَّر عدد القوات الأميركية المنتشرة في العراق بنحو 2,500 جندي، يتولّون مهام تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية في إطار محاربة تنظيم "داعش". ورغم أن "داعش" يُعد عدوًا مشتركًا لكل من واشنطن وطهران، إلا أن الوجود الأميركي في العراق يُنظر إليه من قِبل إيران باعتباره تهديدًا مباشرًا.
وكانت إيران قد استهدفت القوات الأميركية سابقًا في يناير/ كانون الثاني 2020، ردًا على اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز اللواء (قاسم سليماني)، في عملية أمر بها الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، عقب مواجهات بين القوات الأميركية وميليشيات عراقية موالية لمحور المقاومة المدعوم من طهران.
وكان سلف ترامب، الرئيس (جو بايدن)، قد أعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي عن خطة من مرحلتين لسحب القوات الأميركية من العراق، إلا أن الإدارة الحالية لم تؤكّد بعد التزامها الكامل بتنفيذ هذا الانسحاب.
وقد هدّدت فصائل مرتبطة بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" مرارًا باستئناف الهجمات ضد القوات الأميركية، ما لم تتوصّل واشنطن وبغداد إلى جدول زمني واضح وملزم لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد.
وتستضيف الولايات المتحدة أيضًا عددًا من القواعد والمنشآت العسكرية الرئيسية في أماكن أخرى من المنطقة، لا سيما في البحرين والكويت وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة. وبحسب ما أفادت به وكالة أسوشيتد برس حينها، فقد قام بايدن، بالتزامن مع الإشارة إلى تقليص عدد القوات في العراق، بزيادة عدد الأفراد العسكريين في نطاق عمليات القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) من 34,000 إلى نحو 43,000 عنصر.


التهديد الحوثي
نفّذت القوات الأميركية في المنطقة ضربات مباشرة ضد جماعة الحوثيين ردًا على هجماتها ضد إسرائيل، إضافة إلى حملة بحرية غير مسبوقة تقول واشنطن إنها استهدفت كلًّا من السفن المدنية والسفن العسكرية الأميركية في مئات الحوادث بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والشهر الماضي، حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاقٍ مفاجئ مع الجماعة.
وأوضح ترامب أن الجماعة وافقت على تعليق حملتها البحرية مقابل وقف العمليات الأميركية التي تستهدفها. ويُشار إلى أن الاتفاق لم يتضمن وقفًا لهجمات الجماعة الصاروخية والجوية بالطائرات المُسيّرة ضد إسرائيل، والتي استؤنفت في مارس/ آذار بعد انهيار الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة حماس في يناير/ كانون الثاني.
وقد واصلت الجماعة تنفيذ هجماتها بعيدة المدى ضد إسرائيل، وكان آخرها إطلاق صاروخ باليستي يوم الأربعاء، بعد ساعات فقط من استهداف البحرية الإسرائيلية لميناء الحديدة اليمني ردًا على هجمات سابقة للجماعة.
وتُعد جماعة الحوثي اليوم أكثر أعضاء محور المقاومة نشاطًا، وذلك منذ توقيع حركة حزب الله اللبنانية على اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوڤمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسقوط حكومة الرئيس السوري (بشار الأسد) بيد تحالف للمعارضة الإسلامية بعد ذلك بأقل من أسبوعين، إلى جانب تراجع الهجمات التي تنفذها "المقاومة الإسلامية في العراق" عقب الهدنة الأولية في غزة بداية يناير/ كانون الثاني.
ويقود الجماعة (عبد الملك الحوثي)، وقد استولت على العاصمة اليمنية قبل نحو عقد من الزمن، وتسيطر اليوم على نحو ثلث أراضي البلاد، وعلى ما يصل إلى 80٪ من عدد السكان. أما الأعمال العدائية بينها وبين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمدعومة من السعودية، فقد هدأت إلى حدٍّ كبير منذ الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في أبريل/ نيسان 2022.
ولا تزال الجماعة تنكر حتى اليوم تلقيها دعمًا مباشرًا من إيران.

لقراءة المادة الأصلية عبر الرابط التالي: 

 

https://www.newsweek.com/exclusive-houthis-warn-us-israel-war-if-iran-attacked-2084306


التعليقات