محللون: الصين تستخلص دروسًا ثمينة حول الحرب مع الولايات المتحدة
يمن فيوتشر - ترجمة خاصة - NewsWeek: الاربعاء, 07 مايو, 2025 - 09:56 مساءً
محللون: الصين تستخلص دروسًا ثمينة حول الحرب مع الولايات المتحدة

راقبت الصين عن كثب العمليات البحرية الأميركية المتصاعدة ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، مستخلصةً منها دروسًا استراتيجية، لا سيّما في ما يتعلق باستخدام الولايات المتحدة لحاملات الطائرات وأساليبها في التصدي لمجموعة متنوعة من التهديدات، وذلك في إطار استعداداتها لاحتمال شنّ غزو على تايوان، وفقًا لما أفاد به خبراء لمجلة نيوزويك.


•لماذا يُعدّ الأمر مهمًا؟
في الخامس عشر من مارس/ آذار، وبتوجيهات من الرئيس (دونالد ترامب)، شن الجيش الأميركي حملة جوية وبحرية على مواقع الحوثيين في غرب اليمن على مدى خمسين يوما. كما قامت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بما في ذلك إعادة تكليف مجموعة من حاملات الطائرات كانت متمركزة في المحيط الهادئ.
وقد لعبت البحرية الأميركية دورًا محوريًا في تنفيذ الضربات الجوية ضد الحوثيين، من خلال نشر مجموعتيْن بحريتين قتاليتين بقيادة حاملتي الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" و"يو إس إس كارل فينسن". وردًا على ذلك، حاول الحوثيون شنّ عدة هجمات على السفن الحربية الأميركية قبالة السواحل اليمنية باستخدام الصواريخ والطائرات المُسيّرة.
وكانت الصين قد هدّدت سابقًا باستخدام القوة للسيطرة على جزيرة تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي. ووفقًا لقانون العلاقات مع تايوان الصادر عام 1979، فإن الولايات المتحدة مُلزَمة بتزويد الجزيرة بأسلحة دفاعية، إضافة إلى الحفاظ على قدراتها الخاصة لردع أي محاولة لتغيير الوضع القائم عبر مضيق تايوان بوسائل غير سلمية.
ولم تصدر وزارة الدفاع الصينية أي تعليق فوري على هذا الموضوع.


•التهديدات غير المتكافئة
قال (فيل يو)، الباحث البارز غير المقيم في مركز "أتلانتيك كانسل"، إن استهداف الحوثيين للسفن الحربية الأميركية يُظهر أن الطائرات المُسيّرة والأسلحة الدقيقة المنطلقة من البر والتكتيكات المبتكرة، قادرة على تحدي أو حتى تحييد القدرات البحرية التقليدية والمكلفة.
وأضاف أن البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني "لن تقتصر مهامها على الاستعداد للتصدي لمثل هذه الأساليب، بل يجب عليها أيضًا أن تأخذ في الاعتبار إمكانية لجوء تايوان ودول أخرى في المنطقة إلى تبني أنظمة ساحلية غير متكافئة مشابهة، تهدف إلى تقليص القدرة الصينية على فرض النفوذ البحري"، وذلك في تصريح أدلى به لمجلة نيوزويك.
ومثلها مثل الحوثيين، فإن القدرات العسكرية لتايوان أقل عددًا وتسليحًا مقارنةً بخصمها. واستجابةً لضغوط واشنطن، عملت تايبيه على تطوير أسلحة للحرب غير المتكافئة، وهي أنظمة تسليح أرخص وأكثر قدرة على البقاء، تشمل صواريخ قادرة على ضرب الأسطول البحري الصيني، أحد أكبر الأساطيل في العالم.
و من جهته، قال (أليكس لاك)، المحلل البحري المقيم في أستراليا، إن "أكثر ما يهم الصين، من وجهة نظري، هو مراقبة مدى فعالية القدرات الأميركية والغربية في التصدي لطيف واسع من التهديدات، بما في ذلك تلك التي لم تُستخدم على نطاق واسع سابقًا".
وكان لاك يشير إلى استخدام جماعة الحوثي للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، إضافةً إلى مركباتهم غير المأهولة الجوية والسطحية وتحت الماء. وأكد أن الصين قد تكون مهتمة بمراقبة كيفية تعامل القوات الأميركية مع قدرات هجومية قد يعتمدها جيش التحرير الشعبي الصيني بدرجة معينة، على حد تعبيره لـنيوزويك.


•محدودية الذخيرة المتوفرة
أنفقت القوات المسلحة الأميركية كميات كبيرة من الذخائر خلال عملياتها العسكرية في محيط اليمن، وكذلك في مهام الدفاع عن السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين، ما أثار مخاوف بشأن مدى توفر مخزونات الأسلحة لدعم حملة طويلة الأمد.
ووفقًا للبحرية الأميركية، فإن السفن والطائرات التابعة لمجموعة حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور" القتالية استخدمت ما مجموعه 770 قطعة سلاح بين ذخائر دفاعية وهجومية مبرمجة مسبقًا، وذلك خلال عملياتها القتالية في الشرق الأوسط بين نوڤمبر/ تشرين الثاني 2023 ويونيو/ حزيران 2024.
وفي هذا السياق، قال (شون كريمر) و (ريتش باتلر)، وهما باحثان بارزان غير مقيمين في مركز "أتلانتيك كانسل"، إن "أي قوة بحرية يجب أن تطوّر من قدراتها في الاستهداف والتسليح، وأن تسعى إلى حلول هجومية فعّالة، مع إعطاء الأولوية للأدوات منخفضة التكلفة ما لم يكن استخدام الوسائل الأعلى تكلفة ضروريًا للغاية".
وأضاف الباحثان في حديثهما لـنيوزويك أن على أي بحرية أن تكون مستعدة لتنفيذ عمليات لفترات ممتدة معتمدة على قدراتها الذاتية إلى حدٍ كبير، مؤكدين أن خصومًا غير متكافئين مثل الحوثيين يتطلبون مواجهة متعددة الأبعاد من قبل قوة مشتركة، بما يشمل "قوات برية استطلاعية" قادرة على تنفيذ عمليات مباشرة.


•الوجود العسكري العالمي
قال (دانيال بايمن)، مدير برنامج الحروب والتهديدات غير النظامية والإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني قد تستخلص من التجربة أهمية القواعد العسكرية الخارجية والوصول إليها، باعتبارها وسيلة للحفاظ على القدرة على تنفيذ العمليات بعيدًا عن المياه الإقليمية".
وتحتفظ الصين حاليًا بقاعدتين عسكريتين خارج حدودها: إحداهما في جيبوتي قرب البحر الأحمر، والثانية افتُتحت مؤخرًا في كمبوديا على بحر الصين الجنوبي.
وفي أحدث تقاريرها حول القوة العسكرية الصينية، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الصين تسعى إلى توسيع نطاق حضورها العسكري داخل منطقة غرب المحيط الهادئ وخارجها، بهدف تمكين جيشها من بسط النفوذ العسكري والحفاظ عليه في مناطق بعيدة.


•آراء وتحليلات
فيل يو، زميل بارز غير مقيم في مركز سكوكروفت التابع لمجلس الأطلسي لشؤون الاستراتيجية والأمن:
"الحملة المستمرة والمكثفة التي تنفذها مجموعتا حاملة طائرات أميركيتان ضد المتمردين الحوثيين في اليمن توفر رؤى بالغة الأهمية حول مفهوم بسط القوة البحرية المعاصرة، خصوصًا في بيئات قتالية تتسم بطبيعتها غير المتكافئة".
دانيال بايمن، مدير برنامج الحروب والتهديدات غير النظامية والإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية:
"استهداف طرف مثل الحوثيين يتطلب عمليات مستمرة طويلة الأمد، ويستلزم أيضًا استخبارات عالية الدقة. فتدمير ما تبقى من البنية التحتية المحدودة في اليمن لا يحقق الكثير على الصعيد الاستراتيجي".
شون كريمر وريتشل باتلر، زملاء بارزون غير مقيمَين في مركز سكوكروفت:
"في الوقت الراهن، يبدو أن الولايات المتحدة عازمة على تحمّل العبء الأكبر في الحفاظ على حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر. إلا أن مواصلة هذا النهج قد تشتّت الانتباه عن أولويات استراتيجية أميركية أخرى في نصف الكرة الغربي ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ".
أليكس لاك، محلل بحري مقيم في أستراليا:
"رغم أن أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون ليست متطورة في مجملها، إلا أن تعقيد الهجمات من حيث تقنيات الاستهداف وتكامل الطائرات المُسيّرة مع الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، يظل مهمًا في سياق الصراعات بين أطراف ذات قدرات متكافئة".

لقراءة المادة من موقعها الاصلي: 

https://www.newsweek.com/china-us-news-military-war-houthis-iran-middle-east-2068406


التعليقات