دعت الأمم المتحدة إلى تحرك دولي عاجل لمواجهة التدهور الحاد لانعدام الأمن الغذائي في اليمن، ومنع المجاعة على نطاق واسع.
وقال مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)؛ راميش راجاسينغهام، في إحاطة لمجلس الأمن، الثلاثاء: "يمكن الوقاية من المجاعة في اليمن، وهذا يتطلب دعماً مالياً عبر زيادة التمويلات الإنسانية من أجل توسيع نطاق الدعم الغذائي والتغذوي الطارئ العاجل، والوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر قبل فوات الأوان".
وأضاف راجاسينغهام، في الإحاطة التي ألقاها نيابة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ؛ عن توم فليتشر أن اليمن يُعدّ من أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، و"مع استمرار انهيار الاقتصاد، وتعطل سبل العيش بسبب الصراع المستمر، وتزايد الضغوط على إمدادات الغذاء، لم تعد العديد من الأسر التي تحصل على الغذاء قادرة على تحمّل تكاليفه".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن تلخصها الأرقام المفزعة، حيث يعاني أكثر من 17 مليون شخص من الجوع، وقد يصل هذا الرقم إلى 18 مليوناً بحلول فبراير/شباط من العام المقبل، ويعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وما يقرب من نصفهم من التقزم، كما أن خطر الوفاة من الأمراض الشائعة أعلى من المتوسط بتسعة إلى اثني عشر ضعفاً، و"في ظلّ نقص حادّ في الرعاية الصحية، وغياب خدمات الدعم للكثيرين، يُصبح هذا الأمر مقامرة حياة أو موت بالنسبة للأطفال".
وأوضح راجاسينغهام أن الجوع وسوء التغذية يصل في بعض المناطق إلى مستويات حادة، "ففي مخيمات النازحين داخلياً في مديرية عبس بمحافظة حجة، على سبيل المثال، وجدت بعثة تقييم الاحتياجات في يوليو/تموز الماضي أن أطفالًا من عائلات نازحة يموتون جوعاً.. جوعٌ بطيءٌ وصامتٌ. هذا هو الواقع اليومي لآلاف العائلات وأطفالها في مختلف أنحاء اليمن".
وأكد المسؤول الأممي أن المساعدات الإنسانية من شأنها إبقاء الناس على قيد الحياة، لكن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد المستدام والملموس نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لجميع أبناء اليمن، وبدونه ستستمر دورات العنف الحالية - محلياً وإقليمياً - إلى جانب التدهور الاقتصادي والاحتياجات الإنسانية المتزايدة".