القدس: دبلوماسية جنوبية يمنية تدين استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون
يمن فيوتشر - جيروزاليم بوست-أوهاد ميرلين - ترجمة خاصة: الإثنين, 05 مايو, 2025 - 03:38 مساءً
القدس: دبلوماسية جنوبية يمنية تدين استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون

في أول مقابلة من نوعها لمسؤولة في المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) مع صحيفة إسرائيلية، أدانت سمر أحمد، ممثلة الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي لدى الأمم المتحدة، الهجمات الحوثية ضد البنية التحتية الإسرائيلية.

وقالت أحمد لصحيفة جيروزاليم بوست: "استهداف المطارات المدنية هو عمل إرهابي صارخ". وأضافت: "الهجوم على مطار بن غوريون جزء من نمط أوسع من العدوان الحوثي المدعوم من إيران، والذي حول شمال اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين إلى منصة لإطلاق عدم الاستقرار الإقليمي".
سمر أحمد، المولودة في عدن بجنوب اليمن، انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن العاشرة. وهي تحمل خلفية أكاديمية ومهنية في مجالي الطب والمناصرة السياسية، وقضت العقدين الماضيين في تعزيز صوت الجنوب اليمني على المنصات العالمية، خصوصًا في الولايات المتحدة والأمم المتحدة. وفي هذه المقابلة، دعت أيضًا إلى التعاون الإقليمي بناءً على مبادرة السلام العربية.
وتابعت: "الحوثيون استخدموا أيضًا صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة المطارات والبنية التحتية المدنية في جنوب اليمن والسعودية والإمارات، وهذا يجب أن يقلق المجتمع الدولي بشدة. سيطرة الحوثيين المستمرة على صنعاء وعسكرتهم للعمل الإنساني والسياسي يهدد كل فرص السلام. الحل يجب أن يجمع بين الضغط السياسي، والعقوبات، ودعم القوى المحلية التي تقاوم التوسع الحوثي، خاصة في الجنوب".

 

رسالة من الجنوب
يشير مصطلح "جنوب الجزيرة العربية" إلى المنطقة التاريخية التي كانت تمثل دولة جنوب اليمن المستقلة قبل الوحدة مع شمال اليمن عام 1990، وتتركز في العاصمة عدن وتمتد أراضيها من باب المندب إلى محافظتي حضرموت والمهرة.
حاليًا، يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على هذه المنطقة، بعد أن تأسس في مايو 2017 أثناء الحرب الأهلية اليمنية كممثل لشعب الجنوب. ويعمل الآن ككيان انفصالي ينافس الحوثيين بشكل مستمر، ويطالب صراحة بالاستقلال.
وقالت أحمد: "هدفنا هو استعادة استقلال الجنوب وبناء دولة فدرالية ديمقراطية قائمة على العدالة والسلام والاستقرار الإقليمي". وأضافت أن قضية الجنوب لم تلقَ اهتمامًا دوليًا كبيرًا حتى الآن، وتأمل أن تغيّر ذلك من خلال نشاطها السياسي والحقوقي في واشنطن والأمم المتحدة. وكشفت: "عُرض علينا وضع مراقب في الأمم المتحدة، لكننا رفضناه. نريد مقعدنا الكامل الذي كنا نملكه قبل وحدة 1990".
وعند سؤالها عن الوضع الحالي في اليمن، وصفت أحمد الواقع بأنه "مجزأ" نتيجة "تصعيدات الحوثيين المستمرة والإرهاب". وأكدت أن الحوثيين، بدعم إيراني، يسيطرون على صنعاء ومعظم شمال اليمن، ويرهبون المدنيين ويستخدمون المناطق التي تحت سيطرتهم لتهديد الإقليم والملاحة الدولية.
وأردفت: "على النقيض من ذلك، فإن الجنوب، الذي تم تحريره من الحوثيين عام 2015 بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، حقق استقرارًا نسبيًا من خلال الحكم المحلي والقوات الأمنية الجنوبية".
وفيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها الجنوب حاليًا، قالت: "عسكريًا، تدافع القوات الجنوبية عن منطقتنا ضد توسع الحوثيين وتهديدات القاعدة، وبدعم دولي محدود. أما من الناحية الإنسانية، فالاحتياجات لا تزال ماسة بسبب سنوات من الحرب والانهيار الاقتصادي".
اقتصاديًا، أوضحت أن البنية التحتية في الجنوب مدمرة بسبب الحرب، كما أن العملة انهارت نتيجة قصف الحوثيين لموانئ تصدير النفط في شبوة وحضرموت، مما أوقف التصدير وحرَم الحكومة من الموارد.

 

مهمة جديدة في واشنطن
هذا الأسبوع، افتتح المجلس الانتقالي الجنوبي بعثته التمثيلية في واشنطن العاصمة. وتزامن الافتتاح مع الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017، والذي منح رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، تفويضًا لتأسيس المجلس كممثل لشعب الجنوب وطموحاته.
وقالت أحمد للصحيفة: "هذه البعثة تبني جسور التواصل بين جنوب اليمن والحكومة الأمريكية، ومراكز الفكر، والإعلام، والجالية الجنوبية في الخارج. وتهدف إلى الدفاع عن رؤية المجلس السياسية، وتعزيز المشاركة الدبلوماسية، وتعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الملاحة، وإطلاع الأطراف الأمريكية على الواقع على الأرض والمصالح المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار".
وأضافت أن البعثة على تواصل مباشر "مع مختلف مستويات الحكومة الأمريكية، ونرحب بمزيد من الحوار".
وعند سؤالها عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة قضيتهم، أجابت: "هدفنا السياسي الأساسي هو استعادة جنوب اليمن المستقل سلميًا من خلال مفاوضات مدعومة دوليًا، مع بناء مؤسسات ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والحكم الرشيد. ونعتقد أن للولايات المتحدة دورًا مهمًا يمكن أن تلعبه، ليس عسكريًا فقط، بل دبلوماسيًا، من خلال دعم جهود السلام الشاملة التي تعكس إرادة شعب جنوب اليمن. لقد أثبت المجلس التزامه بأمن المنطقة ومكافحة الإرهاب، وهو ما يتماشى مع المصالح الأمريكية".
وعن فرص التعاون بين المجلس الانتقالي وإسرائيل، شددت أحمد على أن المجلس يشارك جيرانه الرؤية لتحقيق السلام في المنطقة، ويدعم مبادرة السلام العربية بقيادة السعودية. وأضافت: "الحرب هي نقيض الحوار والتعاون. نحن ندعم السلام والحوار، وهناك بلا شك مجال للتعاون البراغماتي حيث تتقاطع المصالح، خاصة في مجالات السلام والأمن ومكافحة الإرهاب واستقرار الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن".

 

"من يقتلنا هم الحوثيون، لا إسرائيل"
عند سؤالها إن كانت تخشى الحديث إلى صحيفة إسرائيلية، أجابت أحمد: "من يقتلنا هم الحوثيون، وليس إسرائيل. لا توجد لدينا قيود على من نتحدث إليه، ومواقفنا من قضايا المنطقة واضحة".
واختتمت بالقول: "لدينا أصدقاء يهود أمريكيون، العديد منهم من أصول يمنية وعدنية. مأساة اليمن ليست فقط صراعًا سياسيًا، بل مأساة إنسانية أيضًا. شعب جنوب اليمن يطمح لبناء دولة ديمقراطية مسالمة ترفض التطرف وتسهم في استقرار المنطقة. نأمل أن تنظروا إلى نضالنا من خلال عدسة العدالة والقيم المشتركة، والكرامة، والحرية، والتعايش. صوتكم في تشكيل السياسة الأمريكية ودعم القضايا العادلة له تأثير كبير. نحن ندعوكم للوقوف معنا من أجل تحقيق السلام والمساءلة وحق تقرير المصير في جنوب الجزيرة العربية".

لقراءة المادة من موقعها الاصلي:

https://m.jpost.com/middle-east/article-852634


التعليقات