دعا وزير الدفاع في الحكومة المعترف بها دوليًا محسن الداعري إلى رأب الصدع داخل معسكر الشرعية وتجنب الانزلاق إلى اقتتال داخلي، مؤكدًا أن السلاح يجب أن يوجه إلى "العدو الحقيقي"، في لحظة سياسية وعسكرية شديدة الحساسية تشهدها محافظتا حضرموت والمهرة منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول 2025.
وعقدت قيادة وزارة الدفاع وهيئاتها اجتماعًا موسعًا في العاصمة المؤقتة عدن، خصص لمناقشة مستجدات الوضع الميداني وتداعيات التصعيد في المحافظات الشرقية.
وشدد الداعري على ضرورة التعاطي المسؤول مع التطورات والتحقق الدقيق من مجريات الأحداث على الأرض، محذرًا مما سماها "قرارات غير مدروسة" قد تفتح أبوابًا للتصعيد في مرحلة لا تحتمل مزيد الانقسام.
وبحسب بيان نشره الوزير على صفحته الرسمية في فيسبوك، حذر الاجتماع من انعكاس التوترات بين مكونات الشرعية على تماسك القوات المسلحة، داعيًا إلى تركيز المهام الوطنية على مواجهة جماعة الحوثيين والتنظيمات المصنفة إرهابية، مع مواصلة دعم الجبهات ورفع الجاهزية القتالية وعدم السماح بتفريغها في صراعات داخلية.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع شدد على أهمية حماية الأمن والاستقرار وتعزيز الشراكة الوطنية بما يضمن أمن المواطنين ويجنب البلاد تداعيات خطيرة، في ظل هشاشة المشهد السياسي والعسكري.
ويكتسب الاجتماع ثقلًا سياسيًا كونه الأول منذ تفجر التوتر في حضرموت والمهرة مطلع ديسمبر/كانون الأول، وهي مناطق تحولت خلال الأسابيع الماضية إلى مسرح لتجاذبات حادة داخل معسكر الشرعية، وسط تحذيرات إقليمية من الانزلاق نحو مواجهة داخلية.
وعقد القادة العسكريون اجتماعهم دون المظاهر البروتوكولية المعتادة، بعدما غاب العلم اليمني وصورة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن القاعة كما أظهرت اللقطات المتداولة، في انعكاس للانشقاق الحكومي الذي تزعمه المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بـ"فك الارتباط".
وثمن المجتمعون، وفق البيان، دور التحالف العربي بقيادة السعودية، مع الإشارة إلى مساهمات دولة الإمارات في مراحل سابقة، والتشديد على ضرورة التعاطي المتزن مع التطورات الراهنة بما يخدم المصلحة الوطنية العليا.