أفاد الدفاع المدني الفلسطيني الأربعاء بسقوط 27 قتيلا في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متعددة من قطاع غزة، فيما قالت إسرائيل إنها ضربت مواقع تابعة لحركة حماس عقب إطلاق النار على منطقة تمركزت فيها قواتها بجنوب القطاع.
وذكر الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أن "14 شهيدا سقطوا في مدينة غزة"، بينما أودى القصف في حي الزيتون شرق المدينة بحياة 12 مواطنا، بينهم 3 نساء و6 أطفال، وأوقع قتيلين آخرين في حي الشجاعية.
وأوضح بصل أن مدينة خان يونس شهدت مقتل 13 شخصا، بينهم 4 أطفال و4 نساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.
كذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي الأربعاء هجمات جوية على جنوب لبنان، قال إنها استهدفت "مستودعات أسلحة" تابعة لحزب الله، بعد تحذير السكان لإخلاء المباني.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم من غارة على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين أسفرت عن مقتل 13 شخصا، وفق وزارة الصحة اللبنانية، بينما أوضح الجيش الإسرائيلي أنه ضرب "مجمع تدريبات" لحركة حماس.
"الموت مجددا"
وروى أشرف أبو سلطان، من مدينة غزة، أنه عاد مع عائلته قبل أيام بعد نزوح دام عاما، محاولا ترميم غرفة في منزله المدمر، ليجد القصف يجبرهم على مواجهة الموت مجددا.
أما نيفين أحمد، وهي نازحة إلى خان يونس، فقالت إن القصف بدأ فجأة أثناء حديثها مع جارتها، مشيرة إلى مشاهد الدخان الكثيف وركض الأهالي وسط أصوات سيارات الإسعاف.
نهى فتحي، نازحة من شمال القطاع، أكدت أن "حديث اليومين الماضيين كان عن قوات دولية في غزة، لكن الواقع هو سقوط عشرات الشهداء بلا مقدمات، مما يجعلنا نتمنى الموت بدلا من عيش القصف والحصار".
وصرح الجيش الإسرائيلي أنه رد على إطلاق نار في خان يونس بقصف أهداف تابعة لحركة حماس في أنحاء قطاع غزة، معتبرا أن ما حدث "خرق لاتفاق وقف النار" دون وقوع إصابات في صفوفه.
بدورها، حملت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مسؤولية "تصعيد خطير" و"مجزرة مروعة" أودت بحياة أكثر من 25 شخصا، بينهم نساء وأطفال، واتهمته بالسعي لاستئناف الحرب على غزة.
أكثر من 280 قتيلا منذ بدء الهدنة
وشهد اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بوساطة الولايات المتحدة عدة خروقات، وأدت الغارات الإسرائيلية منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول إلى مقتل أكثر من 280 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة في غزة.
وكانت الضربة الأعنف في 29 تشرين الأول/أكتوبر، إذ أودت بحياة أكثر من 100 فلسطيني حسب الدفاع المدني وبيانات المستشفيات.
وأشار الدفاع المدني إلى أن قصف الأربعاء شمل مقتل زوجين وأطفالهما الثلاثة في مدينة غزة، إضافة إلى أطفال في خان يونس، بينما ظهر الناطق باسمه في مقطع مصور إلى جانب جثث ثلاثة أطفال.
وأتاح اتفاق وقف إطلاق النار في بدايته إطلاق سراح آخر 20 رهينة على قيد الحياة لدى حماس، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين وإعادة جثامين رهائن وقتلى فلسطينيين.
لكن المرحلة الثانية من خطة ترامب، التي تشمل نزع سلاح حماس وتشكيل سلطة انتقالية ونشر قوة دولية في القطاع، لم تنطلق بعد.
وكان مجلس الأمن قد أقر الإثنين قرارا يدعم الخطة، في وقت رفضت فيه حماس النص، معتبرة أنه لايضمن حقوق الشعب الفلسطيني.