أعربت مجموعة واسعة من الخبراء المفوضين من الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إزاء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية وطالبت بتفكيكه.
وجاء في بيان مشترك صادر عن الخبراء الأمميين أن "مؤسسة غزة الإنسانية... مثال مقلق للغاية على كيفية تسخير المساعدة الإنسانية لأجندات عسكرية وجيوسياسية خفية في انتهاك خطير للقانون الدولي".
"مساعي إسرائيل التمويهية"
ورأى الخبراء أن "تورط الاستخبارات الإسرائيلية مع متعاقدين أمريكيين وكيانات غير حكومية ضبابية يعكس الحاجة الملحة إلى إشراف دولي قويّ وتدابير برعاية الأمم المتحدة".
ولفتوا إلى أن "تسمية المؤسسة بالإنسانية يزيد من مساعي إسرائيل التمويهية ويعد تحقيرا للمبادئ والمعايير الإنسانية"
وبدأت هذه المنظمة الخاصة بتوزيع المساعدات الغذائية في غزة في أيار/مايو الماضي بعدما خففت إسرائيل على نحو طفيف الحصار المطبق الذي فرضته لشهرين على دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني والذي فاقم الأزمة الإنسانية.
وفي 22 تموز/يوليو، كشف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن إسرائيل قتلت أكثر من ألف فلسطيني من منتظري المساعدات الغذائية منذ بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية، ثلاثة أرباعهم تقريبا بالقرب من نقاط للمنظمة.
وإلى ذلك، اعتبر المقررون الأمميون في بيانهم أنه "من دون محاسبة فعلية، قد تصبح فكرة الإغاثة الإنسانية بذاتها في نهاية المطاف من ضحايا الحروب الحديثة الهجينة".
وأكدوا "ضرورة إعادة المصداقية والفاعلية إلى مفهوم المساعدة الإنسانية من خلال تفكيك مؤسسة غزة الإنسانية وإخضاعها ومسؤوليها للمحاسبة والسماح لجهات إنسانية مخضرمة من الأمم المتحدة والمجتمع المدني على السواء باستعادة زمام إدارة المساعدات المنقذة للأرواح وتوزيعها".
"أجندة مدفوعة بالكراهية"
هذا، وحمل البيان المشترك توقيع فرانشيسكا ألبانيزي المقرّرة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 والتي تقول السلطات الإسرائيلية إن لديها "أجندة مدفوعة بالكراهية لنزع الشرعية عن دولة إسرائيل". فيما وقع البيان أيضا 18 مقررا خاصا آخر، فضلا عن خبراء أممين وأعضاء مجموعات عمل تابعة للأمم المتحدة، وهو عدد كبير نسبيا من موقعي بيانات مماثلة.
ويعد المقررون الخواص خبراء مستقلين يكلفهم مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالإبلاغ عن خلاصاتهم. وهم لا يتحدثون باسم الأمم المتحدة.
ومن جانبها، تقول مؤسسة غزة الإنسانية إنها وزعت حتى الآن أكثر من 1,76 مليون صندوق من المساعدات الغذائية.
وأكد مديرها التنفيذي جون أكري الإثنين "نواصل تحسين عملياتنا وندعو المجتمع الإنساني الدولي إلى الانضمام إلينا. ونحن نتمتع بالقدرة على توزيع مزيد من المساعدات لسكان غزة" حيث يعاني أكثر من مليوني نسمة ظروفا إنسانية مزرية."