غزة: مقتل 65 فلسطينيا أغلبهم بنيران دبابات إسرائيلية أثناء انتظار الطعام
يمن فيوتشر - رويترز: الثلاثاء, 17 يونيو, 2025 - 04:40 مساءً
غزة: مقتل 65 فلسطينيا أغلبهم بنيران دبابات إسرائيلية أثناء انتظار الطعام

قال مسعفون إن ما لا يقل عن 65 فلسطينيا قتلوا اليوم الثلاثاء في عدد من الهجمات الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة بينهم 51 على الأقل بقذائف دبابات إسرائيلية أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات في خان يونس بجنوب القطاع، في واحدة من أكثر الوقائع دموية حتى الآن وسط عنف متصاعد بسبب نقص الغذاء.
وأظهر مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي نحو 12 جثة مشوهة ملقاة في أحد شوارع خان يونس بجنوب قطاع غزة. وأقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار في المنطقة، وقال إنه يحقق في هذه الواقعة.
وقال شهود أجرت رويترز مقابلات معهم إن دبابات إسرائيلية أطلقت قذيفتين على الأقل على آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات على الطريق الشرقي الرئيسي في خان يونس.
وقال شاهد يدعى علاء، لم يذكر اسم عائلته، "فجأة خلونا نقدم.. تجمعات. خلوا التجمعات تتجمهر. صارت القذائف، قذائف دبابة".
وأضاف من داخل مستشفى ناصر بينما كان كثيرون من الجرحى حوله "ما حد متطلع لها الشعب بعين الرحمة. الشعب بيموت. الشعب بيتقطع على لقمة ولاده. اطلَّع كيف الناس... متقطعين عشان يجيبوا طعام لولادهم".
وقال مسعفون إن 51 شخصا على الأقل قتلوا في الواقعة وأصيب 200، من بينهم 20 على الأقل في حالة حرجة. ونُقل المصابون إلى المستشفى بسيارات مدنية وعربات بثلاث عجلات (توك توك) وعربات تجرها الحمير.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "في وقت سابق من اليوم، جرى رصد تجمع بجوار شاحنة توزيع مساعدات علقت في منطقة خان يونس، وعلى مقربة من قوات جيش الدفاع الإسرائيلي العاملة في المنطقة".
وأضاف أن الجيش "يتلقى تقارير عن إصابة عدد من الأفراد بنيرانه عقب اقتراب الحشد. تفاصيل الواقعة قيد المراجعة. يأسف الجيش لأي ضرر قد يلحق بالأفراد غير المتورطين ويعمل جاهدا على تقليل الضرر قدر الإمكان مع الحفاظ على سلامة قواته".
وقال مسعفون إن 14 شخصا على الأقل قتلوا أيضا في إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية منفصلة في أماكن أخرى من القطاع، مما يرفع حصيلة القتلى اليوم الثلاثاء إلى 65 على الأقل.
وواقعة مقتل من ينتظرون المساعدات اليوم هي الأحدث في سلسلة من عمليات القتل الجماعي شبه اليومية للفلسطينيين الساعين للحصول على المساعدات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وذلك بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا حظرا شاملا على دخول أي مساعدات لقطاع غزة استمر قرابة ثلاثة شهور.
وتدخل إسرائيل الآن الكثير من المساعدات، التي تسمح بإيصالها، عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تدير عددا قليلا من مراكز توزيع المساعدات في القطاع.
وترفض الأمم المتحدة هذه الخطة، قائلة إن توزيع المؤسسة للمساعدات غير كاف وخطير وينتهك مبادئ حياد المنظمات الإنسانية.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن مئات الفلسطينيين قتلوا بينما كانوا يسعون للحصول على المساعدات في مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة، ومنهم 23 على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية أمس الاثنين في أثناء اقترابهم من موقع توزيع في رفح بجنوب غزة.
وذكرت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان صحفي في وقت متأخر أمس الاثنين أنها وزعت أكثر من ثلاثة ملايين وجبة من مواقع التوزيع الأربعة الخاصة بها دون حوادث.


•عين على إيران
اندلعت أحدث موجة من إراقة الدماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في أكتوبر تشرين الأول 2023، عندما هاجم مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وأدى الهجوم العسكري الذي ردت إسرائيل بشنه على غزة إلى مقتل ما يقرب من 55 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، بينما أدى إلى نزوح جميع سكانه تقريبا وفجر أزمة جوع.


•عين على إيران
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يتابع فيه الفلسطينيون في قطاع غزة تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران الذي بدأ بشن إسرائيل ضربات كبيرة على عدوتها اللدودة في المنطقة يوم الجمعة.
وتداول سكان قطاع غزة صورا لمبان مدمرة وسيارات متفحمة أصابتها الصواريخ الإيرانية في مدن إسرائيل، وعبر البعض عن الأمل في أن يؤدي ذلك الصراع الأوسع في نهاية المطاف إلى جلب السلام إلى وطنهم المدمر.
وقال أحد سكان غزة ويدعى سعد سعد "يوميا احنا بنعيش هذه المشاهد وهذا الألم. احنا مبسوطين جدا ان شوفنا اليوم اللي نشوف فيه تل أبيب فيها الأنقاض، وقاعدين يحاولوا يطلعوا من تحت الردم ومن تحت المنازل التي نزلت فوق ساكنيها".
وذكر آخرون أن رد إيران كان أكبر مما توقعه كثيرون، بما في ذلك إسرائيل.
وقال رجل آخر من غزة يدعى تيسير محيسن "رأينا كيف أن إيران، رغم أنها صبرت كثيرا على إيذاء الاحتلال الإسرائيلي وهجماته المتكررة والاغتيالات التي نُفذت على الأراضي الإيرانية، إلا إنه قد طفح الكيل وآن الأوان أن تلقن إيران دولة الاحتلال الإسرائيلي درسا".


التعليقات