في تقريرها السنوي، قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن حرية الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية شهدت تدهوراً ملحوظاً منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وأعزت المنظمة الأسباب إلى توجه الإدارة الأمريكية إلى تسييس الإعلام وخفض الدعم للمؤسسات المستقلة، وتكمن المفارقة بتزامن صدور التصنيف الدولي لحرية الصحافة مع إعلان الإدارة الأمريكية توقيع أمر تنفيذي بخفض تمويل مؤسستين إعلاميتين جديدتين في الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير تراجعت الولايات المتحدة إلى المرتبة 75 من أصل 180 دولة في العام الجاري. لتصنف ضمن الدول ذات الوضع "الإشكالي" في مجال الحرية والإعلام.
ووفقاً لما ورد في التقرير العالمي، تفاقمت الأزمة في الولايات المتحدة بعد لجوء الإدارة الأمريكية إلى إغلاق العديد من منابر الإعلام المحلية، وتحويل مناطق واسعة من الأراضي الأمريكية إلى ما وصفها التقرير بـ "صحراء إعلامية قاحلة"، حيث تختفي وسائل الإعلام المحلية، مما يحد من قدرة المواطنين الأمريكيين من الوصول إلى معلومات موثوقة.
ويقول التقرير إن إدارة ترامب عمدت إلى تهمييش الصحفيين، في سياق يتسم بانهيار الثقة في وسائل الإعلام، وتنامي مناخ عدائي متزايد ضد مهنة الصحافة.
وتواجه وسائل الإعلام الأمريكية تحديات اقتصادية كبيرة، حيث أدى تجميد أموال المساعدات الدولية مثل تلك المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى إغراق مئات وسائل الإعلام في وضع اقتصادي حرج وغير مستقر، بينما اضطر بعضها إلى الإغلاق التام.
وكان الرئيس الجمهوري أصدر قراراً يقضي بإيقاف الإعانات الفيدرالية لوكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي USAGM، الأمر الذي ترك بصمته على المشهد الإعلامي الأمريكي.
ويظهر التقرير أن الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة، تتطلب تدخلا عاجلاً لضمان بيئة إعلامية حرة ومستقل، وفق ما جاء في التقرير.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترامب وقع أمراً تنفيذياً في يوم صدور التقرير العالمي لحرية الصحافة، يقضي بخفض التمويل الفيدرالي لشبكتي بي بي إس PBS والإذاعة الوطنية العامة إن بي آر NPR، متهماً هاتين المؤسستين "بالتحيز السياسي".
ويلزم قرار ترامب شبكة البث العام بوقف التمويل المباشر، وتجنب تقديم تمويل مستقبلي، الأمر الذي أثار مخاوف لدى المؤسستين وأطلقتا تحذيرات من التأثير السلبي لقرار الإدارة الامريكية على الجمهور، لا سيما وأنها تأتي في أوقات الطوارئ.
بينما يأتي القرار ضمن حملة أوسع تستهدف خلالها إدارة ترامب مؤسسات إعلامية وأكاديمية تعتبرها منحازة، ما يثير مخاوف المدافعين عن حرية التعبير، لا سيما بعد التصنيف الاخير.