شهدت محافظة تعز خلال عام 2025 تصاعدًا حادًا في جرائم القنص والقصف العشوائي التي نفذتها جماعة الحوثي، في مشهد حوّل حياة آلاف المدنيين إلى كابوس يومي، باتت فيه الأحياء السكنية وأسطح المنازل ساحات مفتوحة للاستهداف المباشر.
هذه الجرائم، التي طالت رجالًا ونساءً وأطفالًا، عكست نمطًا ممنهجًا من عنف الجماعةالحوثية ضد المدنيين، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية، وسط عجز أممي وصمت دولي مستمر.
رصاص تلاحق الحياة اليومية
في الأول من فبراير 2025، استهدف قناص حوثي متمركز في تبة الصبري المطلة على شارع الأربعين شمال مدينة تعز، المواطن يونس عبد سيف الشمسي (40 عامًا)، ما أدى إلى مقتله على الفور، في واحدة من أبكر جرائم القنص المسجلة خلال العام.
وفي 3 يونيو 2025أقدمت قناصة الحوثي إصابة الطفل عبدالكريم عبدالله عبده أحمد (12 عاماً) بشظايا رصاصه في عينيه، أثناء وجوده بالقرب من مسجد النجد في منطقة الشقب الاكثر تعرضا لقنص المليشيات.
وفي 23/,يونيو 2025، استهدفت قناصة الجماعة المتمركزة في جبل حريدم بمنطقة القحيفة، مديرية مقبنة غربي تعز، المواطنة سعيدة سيلاني (50 عامًا) برصاصة في رأسها، ما أدى إلى مقتلها على الفور.
كما أطلق قناص حوثي مساء الخميس، 26 يونيو رصاصتين على المواطن سعيد ناشر أحمد منصور (55 عامًا) أثناء جلوسه أمام منزله؛ أصابته الأولى في ساقه اليسرى، وعند سقوطه أرضًا أُطلقت الثانية لتصيب فخذه الأيسر، في حادثة تعكس القسوة المتعمدة في التنفيذ.
وتواصلت جرائم القنص حتى شهر أغسطس؛ إذ قنصت جماعة الحوثي، في 4 أغسطس 2025، المواطن طه أحمد الحكيمي (63 عامًا) أثناء أدائه صلاة الفجر على سطح منزله بحي بريد الروضة في منطقة كلابة، إحدى أكثر الأحياء تعرضًا للاستهداف، وتوفي على الفور.
وفي 8/ اغسطس 2025 أقدمت قناصة الحوثي المتمركزة في معسكر الأمن المركزي، على قنص الشاب، عبدالله فيصل الشميري وابن أخيه الطفل وسام، في حي كلابة شرق مدينة تعز، أسفر عن إصابتهما بجروح بليغة.
وفي 23 من الشهر ذاته، أقدمت جماعة الحوثي المتمركزة في تبة الصبري شرق حي عصيفرة، على قنص الطفل فهد محمد علي( 14 عامًا) أثناء لهوه مع أقرانه في حي مقوات عصيفرة بمديرية القاهرة ما أدى إلى أصابته في عضلة الساق اليمنى.
وفي 18/أكتوبر، أصيبت المواطنة إصلاح عبدالجبار عبيد (36 عامًا) برصاصة قناص حوثي أثناء تواجدها قرب منزلها في منطقة الشقب.
وفي اليوم ذاته، وفي المنطقة نفسها، تعرضت المواطنة زينب أحمد عقلان (56 عامًا) للإصابة أثناء مرورها في الخط العام بحي العقبة وسط الشقب، في حادثة جسدت الاستهداف المتعمد للمدنيين دون أي تمييز.
وفي 24/أكتوبر 2025، أُصيب المواطن محفوظ حمود علي المخلافي (56 عامًا) أثناء تواجده قرب منزله بحي الأربعين وسط مدينة تعز، قبل أن يفارق الحياة متأثرًا بإصابته.
تصعيدٌ في القذائف والمسيرات
إلى جانب القنص، شهد عام 2025 تصعيدًا في القصف المدفعي واستخدام الطائرات المسيّرة ضد الأحياء السكنية.
ففي 19 مايو 2025، استهدفت جماعة الحوثي حي الجحملية وسط مدينة تعز بخمس قذائف مدفعية، إحداها أصابت منزل أحد المواطنين وتسببت في دمار كبير، دون تسجيل خسائر بشرية، وفي اليوم التالي، عاودت المليشيات قصف الحي نفسه بأكثر من ثلاث قذائف.
وفي فجر 3 يوليو 2025، قصفت جماعة الحوثي بطائرة مسيّرة محطة القدسي للوقود الواقعة في حوض الأشراف بمدينة تعز، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 23 آخرين، إضافة إلى احتراق المحطة بشكل كامل وتضرر عدد من المنازل المجاورة.
كما استهدفت الجماعة في الأول من ديسمبر بقذائف مدفعية الأحياء السكنية في جبل جرة ووادي القاضي ووادي الزنوج شمالي المدينة، دون رصد إصابات بشرية.
وطال القصف المدفعي في 8 ديسمبر 2025 حي وادي صالة شرق تعز، متسببًا بإصابة الطفل أحمد أمين مثني والطفلة أبرار فؤاد بشظايا متفرقة في جسديهما.