تقرير: جماعات مدعومة من الإمارات في اليمن تتواصل مع إسرائيل لعقد تحالف ضد “أعداء مشتركين”
يمن فيوتشر - The Cradle- ترجمة خاصة الجمعة, 19 ديسمبر, 2025 - 03:18 صباحاً
تقرير: جماعات مدعومة من الإمارات في اليمن تتواصل مع إسرائيل لعقد تحالف ضد “أعداء مشتركين”

[ رويترز ]

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن المجلس الانتقالي الجنوبي (STC)، المدعوم من دولة الإمارات، تواصل مع تل أبيب، وتعهد بالاعتراف بإسرائيل في حال تحقيق هدفه المتمثل في إقامة دولة انفصالية مستقلة في جنوب اليمن.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية (كان – KAN)، دعا المجلس الانتقالي إسرائيل إلى دعم ما وصفه بـ«استقلال» جنوب اليمن، معتبراً أن ذلك من شأنه تعزيز أجندة مشتركة بين الطرفين.

ونقلت الهيئة عن مصدر دبلوماسي مقرّب من المجلس الانتقالي قوله إن الدعم الإسرائيلي للقضية الانفصالية في جنوب اليمن قد يسهم في «حماية خطوط الملاحة البحرية في خليج عدن وباب المندب، إضافة إلى مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية إلى أنصار الله، والخلايا الإرهابية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين والمتعاونة مع صنعاء».

وأضاف المصدر أن المجلس الانتقالي بحاجة إلى دعم إسرائيلي في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية من أجل تشكيل «دولة جديدة»، مؤكداً أن الطرفين يشتركان في «أعداء مشتركين».

وكان المجلس الانتقالي قد أعلن، في 15 ديسمبر، بدء عملية عسكرية جديدة في محافظة أبين جنوب اليمن، في إطار تشديد سيطرته على الجنوب.

وخلال الأسابيع الأخيرة، سيطرت قوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات على محافظتي حضرموت والمهرة، واستولت على القصر الرئاسي في مدينة عدن الجنوبية، حيث كان كل من المجلس الانتقالي ومجلس القيادة الرئاسي (PLC) المدعوم من السعودية يتخذان من المدينة مقراً لهما خلال السنوات الماضية.

وأدى ذلك إلى انسحاب القوات العسكرية السعودية من عدن. ومنذ ذلك الحين، دعت الرياض إلى انسحاب فوري لقوات المجلس الانتقالي من المناطق التي سيطرت عليها، وهو مطلب رفضته الجماعة المدعومة من الإمارات خلال مفاوضات جرت الأسبوع الماضي.

وبات المجلس الانتقالي يسيطر عملياً على معظم الأراضي التي تشكّل الدولة الانفصالية التي يسعى إلى إقامتها، على حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة قبل عام 1990.

ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية، في تقرير الأسبوع الماضي، عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن المجلس الانتقالي أكد أن اليمن «لن يتوحد مجدداً أبداً».

وكشف التقرير أيضاً أن المجلس الانتقالي أرسل في الآونة الأخيرة وفوداً للقاء مسؤولين إسرائيليين، وناقش معهم ما وصفه بـ«القضية المشتركة» مع تل أبيب. ولم يكن تقرير هيئة البث الإسرائيلية الأول الذي يكشف عن وجود اتصالات بين إسرائيل والمجلس الانتقالي.

ففي ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر مقرّب من المجلس الانتقالي قوله إن إسرائيل ستحصل على شريك في القتال ضد أنصار الله إذا اعترفت بالطموحات الانفصالية للمجلس.

وكانت دولة الإمارات شريكاً رئيسياً في الحرب التي قادتها السعودية ضد اليمن وحكومة صنعاء التي يقودها أنصار الله، والتي بدأت عام 2015.
ورغم ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تنافساً بين الرياض وأبوظبي على النفوذ والسيطرة في اليمن، حيث يتهم منتقدون البلدين بالسعي إلى تقسيم اليمن للسيطرة على موارده الطبيعية وموانئه الاستراتيجية ضمن مناطق نفوذهما.

ومنذ بداية الحرب، أقامت الإمارات وإسرائيل – بحسب التقرير – وجوداً مشتركاً في الجزر المحيطة باليمن.

وفي عام 2023، كانت السعودية وحكومة صنعاء بقيادة أنصار الله قريبتين من التوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن الاتفاق لم يُستكمل ولم يُنفذ، فيما يواصل الجيش السعودي قصف محافظة صعدة ومناطق حدودية أخرى.

ورغم ذلك، أوقف مسار السلام هجوماً واسعاً لأنصار الله والقوات المسلحة اليمنية باتجاه محافظة مأرب، كان من شأنه أن يصل بقوات صنعاء إلى حدود حضرموت وشبوة.

ويُقال إن المجلس الانتقالي اتخذ موقفاً متشدداً ضد محادثات السلام بين السعودية وأنصار الله في ذلك الوقت.

وعقب بدء تقدم قوات المجلس الانتقالي في عدة مناطق يمنية قبل أسابيع، دعت قوات قبلية مدعومة من السعودية إلى «كافة أشكال المقاومة» ضد الميليشيا المدعومة من الإمارات.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، يتجمع ما يصل إلى 20 ألف جندي مدعومين من السعودية على الحدود، كما يُقال إن قوات موالية للمملكة تنسحب من مواقعها في عدن وتعيد انتشارها في مناطق أخرى.

وتدعم الرياض تحالفاً قبلياً مسلحاً يُعرف باسم قوات حماية حضرموت، كما تدعم حزب الإصلاح المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي.

وعلى الرغم من الخلاف القائم بين مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي، فإن الطرفين مرتبطان بشكل وثيق، إذ يشغل عيدروس الزبيدي منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وفي الوقت ذاته يرأس المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال الأمين العام لحزب الإصلاح، عبدالرزاق الهجري:

«نأمل أن يُحل هذا الأمر سلمياً، لكن ما حدث في حضرموت تطور خطير ويؤثر سلباً على مؤسسات الدولة الشرعية. قوات غير نظامية وغير خاضعة لسلطة الدولة اجتاحت محافظات كانت مستقرة وآمنة، وأدخلتها في حالة من الفوضى. المملكة العربية السعودية مصممة على أن تغادر هذه القوات وتعود إلى مواقعها. الحكومة الشرعية تتعرض للتفكك، والمستفيد الوحيد من هذه الانقسامات المتصاعدة هم الحوثيون».

وأضاف أن أنصار الله «لا ينظرون إلى اليمنيين كبشر، بل كعبيد».

وتتعارض هذه التصريحات مع تقارير صدرت العام الماضي أشارت إلى تحسن العلاقات بين صنعاء وحزب الإصلاح، بعد أن بدأ أنصار الله بتنفيذ عمليات داعمة لفلسطين ضد إسرائيل.

 

لقراءة المادة من موقعها الأصلي عبر الرابط التالي: 

 


التعليقات