 
                            برزت عدة أطراف محلية وإقليمية ودولية مؤثرة في الحرب الأهلية السودانية، حيث يتواجه الجيش النظامي بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد دقلو، وسط تدخلات من مصر والإمارات وليبيا وتشاد وتركيا وإيران وروسيا وكينيا، ما زاد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري بالبلاد.
تواصل قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، المنخرطتان في صراع مدمر منذ نيسان/ أبريل 2023، تبادل الاتهامات المتعلقة بالحصول على دعم من قوى خارجية.
وطالبت الأمم المتحدة الدول الأعضاء عدة مرات بـ"الامتناع عن أي تدخل خارجي" والالتزام بحظر السلاح، دون أن تجد هذه الدعوات صدى على أرض الواقع.
وفيما يلي عرض للأطراف الرئيسة في الحرب الأهلية السودانية:
الجنرالان
يتولى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يشغل منصب الرئيس الفعلي للسودان، قيادة الجيش النظامي. في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، نفذ بمساندة نائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو انقلابا عسكريا أدى لاستبعاد المدنيين من مجلس السيادة الذي أسس عام 2019 عقب إسقاط الرئيس عمر البشير.
اندلع نزاع قوي بين الجنرالين منتصف نيسان/ أبريل 2023 حول السلطة، مخلفا عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين إلى جانب أزمة إنسانية كبرى.
تعود أصول قوات الدعم السريع إلى ميليشيا الجنجويد العربية، التي ارتبطت بارتكاب مجازر في إقليم دارفور غربي البلاد خلال مطلع الألفية.
من الناحية السياسية، تنتشر في بورتسودان حكومة مدعومة من الجيش تحت قيادة كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ.
في المقابل، أسست قوات الدعم السريع إدارة موازية تتخذ من نيالا، عاصمة جنوب دارفور، مقرا لها.
اللاعبون الخارجيون
مصر
ترتبط مصر، الدولة الكبرى المجاورة للسودان، بدعم تقليدي للجيش وتعتبر البرهان الممثل الشرعي للسلطة وتوجه له الدعوات المتكررة إلى القاهرة.
سبق أن وجهت قوات الدعم السريع اتهامات لمصر بتقديم دعم عسكري مباشر للجيش بقيادة البرهان، وهو ما تنفيه القاهرة، بينما أشارت تحليلات إلى استفادة مصر من دعم سعودي في هذا الإطار.
الإمارات العربية المتحدة
وجه الجيش السوداني اتهامات للإمارات بتوريد أسلحة ومرتزقة لقوات الدعم السريع، خصوصا من جنسيات كولومبية يتم نقلهم برا أو جوا عبر تشاد وليبيا وكينيا والصومال.
أعلنت الحكومة الموالية للجيش قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات في أيار/ مايو، مشيرة إلى أن أبوظبي تمد الدعم السريع بطائرات مسيرة. ونفت الإمارات أي تدخل في الحرب الأهلية، رغم ما ذكرته تقارير دولية وتحقيقات تستند إلى مصادر متاحة للجمهور.
ليبيا
في حزيران/ يونيو، وجه الجيش السوداني اتهامات للقوات التابعة للمشير الليبي خليفة حفتر بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع في منطقة استراتيجية شمال غرب السودان تقع في مثلث حدودي مع مصر وليبيا. كما طالت الاتهامات حفتر بنقل الأسلحة والوقود لصالح الدعم السريع نيابة عن الإمارات، الأمر الذي نفاه حفتر.
تشاد
صدرت اتهامات متكررة من الجيش السوداني تجاه نظام الرئيس محمد إدريس ديبي بتوفير خط إمداد رئيسي لقوات الدعم السريع نيابة عن الإمارات، ما تسبب في خلافات داخل عشيرة ديبي وداخل الجيش التشادي، رغم النفي المتكرر لهذه الاتهامات.
تركيا
أعلنت تركيا، المنافس الأساسي للإمارات، دعمها للجيش السوداني منذ اندلاع الحرب. وأوردت وسائل إعلام مثل "واشنطن بوست" أن أنقرة زودت الجيش بطائرات مسيرة استخدمت في ضرب قوات الدعم السريع.
إيران
استعادت السودان وإيران علاقاتهما الدبلوماسية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بعد انقطاع طويل. ومنذ ذلك الحين، اتهمت قوات الدعم السريع إيران بتزويد الجيش السوداني بطائرات مسيرة.
روسيا
اعتمد السودان سابقا على روسيا عسكريا في عهد عمر البشير، حيث تم توقيع اتفاق لبناء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر. بعد انقلاب 2019، أخضع الاتفاق للمراجعة، لكنه عاد للطرح على أعلى مستوى في الأشهر الأخيرة حسب وسائل إعلام روسية. وأبرم البلدان مؤخرا عدة اتفاقيات تعاون عسكري واقتصادي.
ترددت الاتهامات بشأن دعم مرتزقة روسيا من فيلق إفريقيا لقوات الدعم السريع انطلاقا من ليبيا أو جمهورية إفريقيا الوسطى.
كينيا
كشف الجيش السوداني في حزيران/ يونيو عن العثور على أسلحة وذخائر تحمل علامات الجيش الكيني في مخابئ تابعة لقوات الدعم السريع في الخرطوم.
اتهمت نيروبي بأنها تسهم في "إثارة الانقسام" بالسودان عبر كونها نقطة عبور للمعدات العسكرية التي تقدمها الإمارات عبر تشاد. كما استضافت العاصمة الكينية اجتماعا تأسيسيا للجناح السياسي لقوات الدعم السريع في فبراير/شباط.