يستعد نحو 200 بحار على متن أكثر من 15 سفينة عالقة منذ أسابيع قبالة ميناء رأس عيسى اليمني لتفريغ حمولاتهم والمغادرة، بفضل اتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة، بحسب مصادر بحرية ونقابية اليوم الخميس.
لكن مسؤولين في قطاع الشحن البحري أكدوا أن مستوى التهديد لا يزال مرتفعًا، إذ أوضح الحوثيون أن الأصول المرتبطة بإسرائيل لا تزال أهدافًا مشروعة، ما يعني استمرار المخاطر على الملاحة بشكل عام. وقد تم استهداف سفن لا علاقة لها بإسرائيل في الماضي دون أي ضمانات للمرور الآمن.
الرئيس دونالد ترامب أعلن يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستتوقف عن قصف الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، بعد موافقتهم على وقف استهداف السفن الأميركية في مياه البحر الأحمر.
لكن الحوثيين أوضحوا يوم الأربعاء أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، مما يشير إلى أن هجماتهم على السفن، بزعم التضامن مع الفصائل الفلسطينية في غزة، قد لا تتوقف بالكامل.
حملة القصف الأميركية التي استمرت قرابة شهرين تسببت بأضرار جسيمة للحوثيين، وأثّرت سلباً على حركة الشحن في منطقة رأس عيسى، وهي شريان حيوي للتجارة العالمية.
وفقًا للاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF)، أصيب عدة أفراد من طواقم السفن القريبة من مواقع الغارات الجوية، ومنعت جماعتان من الحوثيين سفينتين من المغادرة.
وقال مسؤول حوثي لرويترز إن السفن ستتمكن الآن من دخول رأس عيسى وتفريغ حمولاتها والمغادرة دون مشاكل، بعد الاتفاق مع واشنطن.
وأظهرت بيانات من منصة "مارين ترافيك" أن إحدى السفن - وهي ناقلة وقود تحمل غاز البترول المسال - بدأت بالفعل في دخول الميناء لتفريغ حمولتها يوم الخميس.
•لا ضمانة للمرور الآمن
على الرغم من تراجع خطر الغارات الجوية، لا يزال البحارة قلقين من احتمال تنفيذ إسرائيل لهجمات على أهداف حوثية في المنطقة.
وفي الأيام الماضية، شنت طائرات حربية إسرائيلية ضربات على ميناء الحديدة اليمني رداً على طائرات مسيرة حوثية أُطلقت نحو إسرائيل، ما أسفر عن بعض الأضرار، حسبما أفادت مصادر في قطاع الشحن.
وقال قبطان إحدى السفن العالقة، رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية الوضع، إن بعض السفن كانت تنتظر منذ أسابيع لتفريغ حمولتها وتسعى لمغادرة المنطقة بشكل عاجل.
وقال ستيفن كوتون، الأمين العام لاتحاد ITF: "نحن نعمل بشكل عاجل لدعم هذه الطواقم، لكنهم بحاجة لأكثر من كلمات، إنهم بحاجة إلى مرور آمن إلى أوطانهم".
ومنذ نوفمبر 2023، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على سفن تمر عبر البحر الأحمر، بدعوى دعم الفلسطينيين في غزة المحاصرة. وقد أغرقوا سفينتين، واستولوا على أخرى، وقتلوا ما لا يقل عن أربعة بحارة. ولم تُسجل أي هجمات منذ يناير هذا العام.
ولا تزال العديد من شركات الشحن مترددة في إرسال سفنها عبر البحر الأحمر وسط الشكوك بشأن مدى التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار.
وقال لاسي كريستوفرسن، الرئيس التنفيذي لشركة الشحن "والينيوس فيلهلمسن" لرويترز يوم الخميس: "لن نرسل سفننا ما لم نكن متأكدين من أن من على متنها سيكونون في أمان"، مضيفًا: "لا توجد لدينا معلومات تؤكد ذلك حتى الآن".