يلاحظ كثير أن بشرتهم لم تعد تتفاعل كما في السابق مع مستحضرات العناية التجميليّة التي يستخدمونها، مما يطرح سؤالا مستمرا مفاده: هل حقاً تعتاد البشرة على الروتين التجميلي مما يجعله أقل فعالية؟
بالفعل، من الممكن أن يفقد الروتين المُعتمد للعناية بالبشرة فعاليته مع مرور الوقت، فما بدا فعّالاً من قبل قد لا يُقدّم النتائج نفسها. وهذا ما يجعل البشرة أقل تقبّلاً لهذه المستحضرات وأقل إشراقاً.
وهذا الأمر ليس انطباعاً يراود البعض، ولكنه ظاهرة حقيقيّة، خاصةً أن البشرة عضو حي قادر على التكيّف، وبالتالي التعوّد على بعض المكونات الموجودة في منتجات العناية. وهذا يعني أنه مع مرور الوقت يمكن أن ينخفض تفاعل البشرة مع المكونات النشطة المعروفة بفوائدها، مما يجعل روتين العناية بها أقل فعالية.
عوامل داخليّة وخارجيّة
وهناك أسباب متعدّدة وراء هذا التراجع في التأثير، ومنها التغييرات الداخليّة كالإجهاد الجسدي والنفسي، أو التقدّم في العمر، أو التقلّبات الهرمونيّة، أو حتى النظام الغذائي. فهي جميعها تؤثّر بشكل مباشر على طبيعة البشرة وتجعل العلاجات التجميليّة أقل فعالية من ذي قبل.
ويُضاف إلى ذلك عوامل خارجيّة كالتلوّث، والتقلّبات المناخيّة، وترتيب استخدام المنتجات التجميليّة، خاصةً أن استخدام منتجات العناية بالبشرة بترتيب خاطئ قد يؤثّر سلباً على فعاليتها. فمثلًا، وضع الكريم قبل المصل، أو استخدام تركيبات غنية بالسيليكون قد يمنع المكونات النشطة من اختراق الجلد ويقلل من فعاليتها.
التأقلم مع الوقت
هناك أيضاً حالات تشهد تراجعاً في فعالية فئة معيّنة من المكونات النشطة بمرور الوقت. ومن بينها المكونات المُقشّرة وتلك المُجدّدة للبشرة، فالمواظبة على التقشير تتسبّب بانخفاض نسبة الجلد الميت الموجودة على سطح البشرة، ولذلك يظهر أن هناك انخفاضاً في فعالية المستحضرات المُقشّرة.
الأمر نفسه ينطبق على الريتينويدات التي تُساعد البشرة على تجديد نفسها وتُعزّز إنتاج الكولاجين. فهي تُقدّم نتائج مُبهرة في البداية عندما يكون المكوّن النشط جديداً على البشرة. ثمّ تقلّ هذه النتائج لاحقاً عندما تعتاد البشرة عليها.
ويندرج فيتامين C أيضاً ضمن المكونات الفعّالة التي يعتاد عليها الجلد بسرعة. وكذلك المستحضرات المُضادة لحب الشباب الناتجة عن بكتيريا، حيث يمكن أن تُطوّر البكتيريا من مُقاومة المستحضرات العلاجية المُستعملة.
ما العمل عندما تعتاد البشرة؟
لتحقيق أقصى استفادة من مستحضرات العناية التجميليّة، ينصح أطباء الجلد باستعمالها بشكل مُتقطّع، كأن يتمّ تخصيص يوم في الأسبوع لاستعمال الريتينويدات، وآخر للتقشير، وثالث لعدم تطبيق أي مُستحضر على البشرة.
ويمكن أيضاً بكل بساطة اعتماد التبديل في صيغة منتجات العناية المستعملة، بحيث يتمّ استعمال مصل بدل الكريم. أما الخيار الأخير فيكون بتغيير روتين العناية بالبشرة بالكامل. فقد تكون البشرة بدّلت احتياجاتها وأصبحت بحاجة إلى عناية مُختلفة.
وللحصول على أفضل النتائج، يجب مُناقشة هذه الحلول مع طبيب الجلد أو خبيرة العناية التجميليّة بهدف اعتماد روتين جديد للعناية يكون أفضل لحاجات البشرة.