أطلقت إيران، يوم الإثنين، عدة صواريخ باتجاه قاعدة عسكرية أميركية في قطر، ردًا على الضربة الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية نهاية الأسبوع.
ولم تُسجل أي إصابات، بحسب ما نقلته مصادر لموقع "أكسيوس"، كما تم إبلاغ كل من قطر وإدارة ترامب بالهجوم الإيراني مسبقًا.
من غير الواضح ما إذا كان الهجوم على قاعدة "العديد" الجوية يُمثل كامل الرد الإيراني. الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقرر الآن كيفية الرد، وما إذا كان سيُصعّد انخراط الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران.
ترامب عقد اجتماعًا في البيت الأبيض مع فريقه للأمن القومي، ضم وزير الدفاع بيت هيغسث ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، بينما كانت الهجمات الإيرانية جارية.
وكان الرئيس الأميركي قد حذر من أن "أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهده العالم" خلال الهجوم الأميركي على ثلاثة مواقع نووية إيرانية في نهاية الأسبوع.
قال مصدر مطّلع إن الدفاعات الجوية القطرية اعترضت 14 صاروخًا إيرانيًا.
وسقط أحد الصواريخ على مبنى بالقرب من قاعدة العديد، لكن لم تقع إصابات أو أضرار في البنية التحتية العسكرية، وفقًا للمصدر ذاته.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لموقع "أكسيوس": "أؤكد أن قاعدة العديد الجوية تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى أُطلقت من إيران اليوم. حتى الآن، لا توجد تقارير عن إصابات بين القوات الأميركية".
ورغم أن صفارات الإنذار وإغلاق المجال الجوي سُجلت في العراق والبحرين والإمارات والكويت، إلا أن القاعدة الأميركية في قطر كانت الموقع الوحيد الذي استهدفه الهجوم الصاروخي الإيراني.
ونشر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي صورة لعلم أميركي يحترق على منصة "إكس"، وكتب: "لن نستسلم أمام عدوان أحد. هذه هي منطق الأمة الإيرانية".
وأصدرت "المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني" بيانًا قال فيه إن عدد الصواريخ التي أُطلقت على قطر يعادل عدد القنابل التي استخدمتها أميركا في هجومها يوم السبت – في إشارة إلى رغبة في تهدئة التصعيد.
وجاء في البيان: "القاعدة التي استُهدفت في هذا الهجوم من قبل القوات الإيرانية القوية كانت بعيدة عن المناطق المدنية والمرافق الحضرية في قطر".
وأضاف البيان: "هذا الهجوم لم يُشكل أي تهديد لدولتنا الشقيقة والصديقة قطر، ولا لشعبها النبيل".
كما أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا قال فيه إنه نفّذ "هجومًا صاروخيًا مدمرًا وقويًا" ضد قاعدة العديد.
وجاء في البيان: "هذه القاعدة هي مقر قيادة سلاح الجو وأكبر أصل استراتيجي للجيش الإرهابي الأميركي في منطقة غرب آسيا".
وأكد البيان أن إيران "لن تترك أي هجوم على سيادتها وسلامة أراضيها وأمنها القومي دون رد، تحت أي ظرف".
وزارة الخارجية القطرية أصدرت بيانًا قالت فيه إن الدفاعات الجوية القطرية "أحبطت الهجوم واعترضت الصواريخ الإيرانية بنجاح"، دون وقوع إصابات أو وفيات.
وأدانت قطر، التي تلعب دور الوسيط الدبلوماسي في المنطقة، الهجوم الإيراني بشدة، ودعت إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقد صدر البيان المطوّل بعد دقائق من الهجوم، مما يشير إلى أنه كان مُعدًا مسبقًا.
كانت قطر قد أعلنت في وقت سابق من اليوم عن إغلاق مؤقت لمجالها الجوي بسبب التوترات الإقليمية المتصاعدة.
وتُعد قاعدة العديد الجوية أكبر منشأة عسكرية أميركية في المنطقة. وفي الأسابيع الأخيرة، جرى إجلاء العديد من الطائرات والموظفين من القاعدة.
وقد أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا والصين تحذيرات لرعاياها في قطر يوم الإثنين تطلب منهم البقاء في أماكنهم كإجراء احترازي.
وبعد ثلاث ساعات من الهجوم، رفعت السفارة الأميركية في الدوحة أمر البقاء في الملاجئ. وأعلنت أن السفارة ستُعاد فتحها يوم الثلاثاء، وستُستأنف الخدمات القنصلية دون انقطاع، وفقًا لإشعار نُشر على موقعها الإلكتروني.