ثقافة وفن: (دوَّامةُ الكَوابِيس)..مجموعة قصصية لسيناء الروسي
يمن فيوتشر - خيوط: السبت, 02 سبتمبر, 2023 - 08:25 مساءً
ثقافة وفن: (دوَّامةُ الكَوابِيس)..مجموعة قصصية لسيناء الروسي

بعد روايتها الأولى (خط أحمر)، أصدرت الكاتبة سيناء الروسي، مؤخرًا، مجموعة قصصية عن منشورات مواعيد بصنعاء، حملت عنوان (دوَّامةُ الكَوابِيس)، واحتوت على 21 نصًّا، تكونت عناوينها إما من كلمة واحدة: (هلاوس، تبدُّد، غثيان، تمرد، انزواء، شظايا، ذريعة، تجاعيد)، أو من تراكيب وصفيّة (موصوف وصفة): (غيوم داكنة، حنين شاهق، أسلاك شائكة، أرواح مسلوبة، ابتسامة ماكرة، صفعة إضافية)، وتراكيب إضافية: (باقة ورد، عناق الأرواح، نزهة وجع)، وقليل من الجُمل وشِبهها على نحو: (كيف سأواجه الصغيرة الآن، عناق وسط الركام، على قارعة الطريق، إنّا رادَّوه إليك).
شخصيات المجموعة -النسائية والذكورية معًا- تعيش في دواماتها الكابوسية وسوداويتها، وقليلًا ما يتسرب الفرح إلى أيامها، فهي مثلًا شاهدة على قسوة الأبوين اللذين يموتان بعد جرعة كحول زائدة، وربما انتحارًا مخططًا له كما في نص (غيمة داكنة).
وفي (تبدُّد) تستعيد الفتاة ذات الخامسة والعشرين من عمرها، لحظة موتها القديم، حينما ترى حبيبها بعد عام من الفراق، لكنّها ترمقه بنظرة حاقدة، وبابتسامة لا لون فيها، ومضت تاركة قلبها على حافة المنحدر؛ يتأرجح بين ماضٍ تعيس مليء بالوعود وحاضر دُفن فيه ركام الذكريات.
في (هلاوس) تنداح تداعيات شخص يرى أنه يسير بلا ملامح نحو الظلام والهاوية، تتقاذفه أمواج البحر، تهبط به وتصعد، وعندما يحاول الخلاص لا يستطيع، فيتقهقر عائدًا إلى الوحدة والضياع، مثقلًا بالغصة وأفواج متراكمة من الآهات الآسنة في الأعماق.
في (حنين شاهق)، تتقاطع رؤية الشقيقتين اللتين جرفتهما حياة المدينة، فتبقى إحداهما تحن لتلك الأيام في القرية، حيث ترعرعت بين أحضان رائحة الخبز، وأعواد الحطب، التي كانت تحملها من أعالي الجبال المجاورة للمنزل في الصباح الباكر.
في (أسلاك شائكة)، تستوقف الرجل، الذي ينتظر أطفاله أمام باب المدرسة، هيئةُ طفل صغير يبيع البيض، ويرى فيه ملامحَ من طفله الصغير (الذي هو صديق بائع البيض أيضًا)، وحينما يراه يستقبل امرأة بفرح ثم يرتمي في أحضانها، سيكتشف أنه ولده من تلك المرأة التي تزوجها قبل خمسة عشر عامًا.
في نص (كيف سأواجه الصغيرة الآن؟)، تصويرٌ لحالة انطفاء مشاعر طفلة وزهدها في الحياة، حين تكتشف خيانة والدها، مع امرأة على سرير والدتها.
أمّا الأسرة التي بقيت تترقب وفاة الأب الذي تكالبت عليه الأمراض في نص (تجاعيد)، تتفاجأ بمرض الأم، بعد فترة وجيزة من شفاء الأب، وتزداد حدته، ولم تمضِ غير أيام حتى تُوفّيت.


التعليقات